بوركينا فاسو: "التنمية الإفريقي" يدعم جهود الحكومة لإغاثة النازحين
بوركينا فاسو: "التنمية الإفريقي" يدعم جهود الحكومة لإغاثة النازحين
أطلق بنك التنمية الإفريقي مبادرة المساعدة الإنسانية الطارئة للنازحين داخليًا (EHAIP)، لتحسين سبل عيش الناس وقدرتهم على الصمود في المناطق الشمالية والوسطى في بوركينا فاسو.
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لبنك التنمية الإفريقي، قدم البنك منحة قدرها 500 ألف دولار من صندوق الإغاثة الخاصة لدعم العملية التي ينفذها المجلس الوطني للإغاثة وإعادة التأهيل في حالات الطوارئ.
ومنذ عام 2015، تكافح بوركينا فاسو ودول الساحل الأخرى مع انعدام الأمن الحاد الذي يتسبب في نزوح كبير للأشخاص في جميع أنحاء الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
وأتاح الدعم المقدم من بنك التنمية الإفريقي شراء 358 طناً من الحبوب، لتلبية الاحتياجات الغذائية لما لا يقل عن 40 ألف نازح، بالإضافة إلى ذلك، مولت المنحة بناء 300 مأوى، كما زودت ألف أسرة نازحة بالحصير والبطانيات، خاصة للأطفال والنساء وكبار السن، الذين ازداد ضعفهم بسبب سوء الأحوال الجوية.
علاوة على ذلك، تلقت 500 أسرة الصابون ومنتجات النظافة الأخرى بسبب ظروف الصرف الصحي السيئة في الملاجئ.
وقال مدير العمل الاجتماعي في واهيغويا، ليونارد سوادوغو: "بفضل هذا الدعم، حصلت كل أسرة من السكان المستهدفين على حصة غذائية لمدة 3 أشهر، كما قام البنك ببناء آبار لا يستفيد منها النازحون فحسب، بل المجتمع المضيف أيضًا، الذي يواجه -تقليديًا- نقصًا في المياه".
وفي الضواحي الشمالية الشرقية لواهيغويا، عاصمة مقاطعة ياتنجا في شمال بوركينا فاسو، يشير حجم مخيمين للنازحين داخليًا إلى حجم المساعدة المطلوبة لمواجهة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الهجمات الإرهابية.
ويستضيف مخيم النازحين الأول، الذي افتتح في مارس 2020، نحو 6 آلاف شخص، معظمهم من بلدية برقة، والثاني، الذي بني في ديسمبر 2021، يستوعب 10 آلاف شخص، حيث هرب الكثير منهم من بلدة تيتاو، المحاصرة من قبل المتمردين منذ عام 2019، وبنهاية إبريل 2022 كان هناك 3.5 مليون آخرين في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.
ومن بين 13 منطقة في البلاد، يحتل الشمال المرتبة الثالثة في عدد النازحين داخليًا (222 ألف نازح يتألف من 23% من النساء و60% من الأطفال)، بعد الوسط الشمالي والساحل في المرتبتين الأولى والثانية.
وبحلول إبريل 2022، استوعبت مدينة أوهيغويا، التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، تدفق 130 ألف نازح داخليًا، معظمهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحركة في عام 2018.
وبشكل عام، يشترك النازحون في تجربة مماثلة: مغادرة منازلهم على عجل، إما كإجراء احترازي أو ردًا على تهديد الجماعات المسلحة، لذلك فقد الكثيرون ممتلكاتهم، ويشعر الآخرون بأنهم مهجورون وسط احتمال غير مؤكد للعودة إلى ديارهم.
في بوب-مينغاو، على بعد نحو 100 كيلومتر من واهيغويا، شهدت "أزيتا سوادوجو" أمسيات مروعة قبل عام، عندما استمرت طقطقة الأسلحة حتى الساعات الأولى.
انضمت "أزيتا سوادوجو" خائفة، إلى عشرات السكان في المغادرة، تتذكر وهي مذعورة: "لم نتمكن من البقاء أكثر من ذلك.. في الطريق، اعتقلنا رجال مسلحون قبل أن يطلقوا سراحنا عند حلول الليل.. شعرنا بالارتياح للوصول إلى واهيغويا".
وأدى العدد المتزايد من النازحين إلى زيادة الطلب على الغذاء ومعدات البقاء على قيد الحياة والتعليم والصحة والتغذية والمياه والنظافة والصرف الصحي.
قال "سوادوغو": "نحن نواجه ندرة.. ليس لدينا ما يكفي من الطعام، ولا خشب للطهي به، وعندما يكون ذلك ممكنًا، هناك القليل من الماء".
ومع استمرار تدفق الوافدين الجدد، ثبت أن أماكن الإقامة غير كافية، على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات، تتم استضافة بعض النازحين من قبل العائلات، ويضطر آخرون إلى استئجار منازل في المدينة، لتغطية التكلفة من خلال القيام بأنشطة مدرة للدخل.